يقول الصديق: وأدخلت ابني في مدرسة الفلاح التي تعلمت بها، واعتنيت بأمره عناية شديدة لإصلاح ما أفسدت من أمره، ومرَّ العام وذهبنا إلى المدينة المنورة واصطحبته لزيارة مآثرها، وذهبنا عصر يوم إلى جبل أُحد وقرأنا الفاتحة لشهدائها وفي مقدمتهم أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وكان يرافقنا في هذه الزيارة بعض الأصدقاء من شباب المدينة ومثقفيها، يقول الصديق: وسألني ابني عن مكان موقعة أُحد وأي جبل هو الجبل الذي وقف عليه الرماة؟ واستعنت بأصدقائي من أهل المدينة ليشرحوا الموقعة ومكانها، وكان ابنى يستمع في شوق ويناقش مناقشة العارف بأحداث الموقعة وتفاضيلها.
يقول الصديق: فحمدت الله كثيرًا أنني استطعت خلال عام واحد أن أصل به إلى هذه المرحلة التي يهتم فيها بمعرفة التاريخ الإِسلامي وأحداثه كل هذا الاهتمام.
أوردت هذه الذكريات ليتبين للقاريء أهمية هذه الرسالة الصغيرة التي ألَّفها المرحوم الشيخ حسن المشاط لينوِّر بها بصائر الآباء الذين اندفعوا إلى إرسال أولادهم وإلحاقهم بالمدارس الأجنبية في مصر ولبنان وهي إما مدارس تبشيرية مسيحية وإما مدارس علمانية، تتعمد إبعاد الأولاد عن معرفة عقيدتهم.
ونحمد الله كثيرا أن تغير الحال، فانتشر التعليم وبثت المدارس والكليات والمعاهد بل والجامعات في أنحاء المملكة تستقبل الأولاد والبنات من سن الحضانة إلى الجامعات.
(١٢) الحدود البهية في القواعد المنطقية، هذه الرسالة مخطوطة ولم تطبع