للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن؟ قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم وكثرت جهالكم وكثرت قراؤكم، وقلت فقهاؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين. (١)

- وروى الدارمي بسنده إلى بلاز بن عصمة قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول وكان إذا كان عشية ليلة الجمعة قام فقال: إن أصدق القول قول الله، وإن أحسن الهدي هدي محمد، والشقي من شقي في بطن أمه، وإن شر الروايا روايا الكذب وشر الأمور محدثاتها وكل ما هو آت قريب. (٢)

- وفي الإبانة: عن ثابت بن قطبة قال: كان عبد الله بن مسعود يذكر كل عشية خميس، فيحمد الله ويثنى عليه ويقول: إن أحسن الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وشر الرواية رواية الكذب. وسمعته يقول: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمر به، وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة. وإن الله عز وجل لم يخلق في هذه الدنيا شيئا إلا وقد جعل له نهاية ينتهي إليه، ثم يزيد وينقص إلى يوم القيامة. وإن هذا الإسلام اليوم مقبل ويوشك أن يبلغ نهايته ثم يدبر وينقص إلى يوم القيامة، وآية ذلك أن تفشوا الفاقة وتقطع الأرحام حتى لا يخشى الغني إلا الفقر ولا يجد الفقير من يعطف عليه، وحتى إن الرجل ليشكو إلى أخيه وابن عمه وجاره غني لا يعود عليه بشيء، وحتى إن السائل ليطوف بين الجمعتين لا يوضع في يده شيء وذكر


(١) أصول الاعتقاد (١/ ١٠٣/١٢٣) وجامع بيان العلم وفضله (١/ ٦٥٤) والدارمي (١/ ٦٤). وانظر الاعتصام (١/ ١٠٨) والبدع والنهي عنها (ص.٧٨).
(٢) الدارمي (١/ ٦٩) وما جاء في البدع (ص.٦٢ - ٦٣و٦٣) وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ١١٦٢) وذكره الشاطبي في الاعتصام (١/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>