للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يقول في حق، إذا رآه أو شهده أو سمعه". (١)

هذا نموذج قليل من النصوص التي وردت في القرآن والسنة؛ ولقد ضرب الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة بعده والتابعون بعدهم المثل الأعلى في هذا الباب، وكانوا خير سلف لخلف يأتي بعدهم، وإذا كان الإمام أحمد وهو إمام أهل الحديث والسير والتواريخ، ويعتبر كتابه أجمع كتاب في هذا الباب، وقلما يخرج عنه حديث للرسول - صلى الله عليه وسلم - على اختلاف الأنواع، فكل يجد في مسند الإمام أحمد بغيته؛ المفسر له فيه ما يشبع رغبته، والمؤرخ ودارسو سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الأخيار لهم ما يكفيهم فيه، إلى غير ذلك من الفنون والعلوم التي جمعها هذا الإمام، والكتاب أحق أن يقال فيه الإمام، فهو مرجع المسلمين الكبير يجدون فيه حاجتهم.

وإذا كان كذلك؛ فما صدر من الإمام أحمد فليس بغريب، فإن هذا الأمر جاء على بابه، فإن الله يعلم حيث يجعل رسالته؛ فلا يحمل رسالته منافقا أو ضعيفا، معاذ الله أن يكون كذلك، ولكن يحملها من جمع أمرين: الأمر الأول: القوة، والأمر الثاني: الإخلاص.


(١) أحمد (٣/ ١٩) والترمذي (٤/ ٤١٩ - ٤٢٠/ ٢١٩١) وقال: "وهذا حديث حسن صحيح". وابن ماجه (٢/ ١٣٢٨/٤٠٠٧) والحاكم (٤/ ٥٠٦). كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري مرفوعا، وعلي بن زيد ضعيف إلا أن حديثه يحسن في المتابعات، وقد تابعه جماعة منهم:
سليمان بن طرخان التيمي عن أبي نضرة بهذا الإسناد. أخرجه أحمد (٣/ ٥و٥٣).
المستمر بن الريان عن أبي نضرة به. أخرجه أحمد (٣/ ٤٦ - ٤٧) وأبو يعلى في مسنده (٢/ ٤١٩/١٢١٢).
قتادة عن أبي نضرة به. أخرجه: الطيالسي في مسنده (٢١٥١) أحمد (٣/ ٩٢) وابن حبان (١/ ٥١١ - ٥١٢/ ٢٧٨).
وهذه المتابعات الثلاث كلها صحح الشيخ الألباني رحمه الله أسانيدها في الصحيحة (رقم ١٦٨) وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>