للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجهة- خليل كل مؤمن، وولي كل مسلم. وإلى مثل هذا، يذهب في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كنت مولاه، فعلي مولاه" (١) يريد أن الولاية بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين المؤمنين، ألطف من الولاية التي بين المؤمنين بعضهم مع بعض، فجعلها لعلي رضي الله عنه. ولو لم يرد ذلك، ما كان لعلي في هذا القول فضل، ولا كان في القول دليل على شيء، لأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض.

ولأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولي كل مسلم ولا فرق بين ولي ومولي. وكذلك قول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} (٢) وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أية امرأة نكحت، بغير أمر مولاها، فنكاحها باطل باطل" (٣). فهذه أقاويل النظام، قد بيناها، وأجبناه عنها. وله أقاويل في أحاديث يدعي عليها، أنها مناقضة للكتاب، وأحاديث يستبشعها من جهة حجة العقل. وذكر أن جهة حجة العقل، قد تنسخ الأخبار، وأحاديث ينقض بعضها بعضا. وسنذكرها فيما بعد إن شاء الله. (٤)

قال أبو محمد: قالوا حديث يحتج به الروافض في إكفار أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تسليما: قالوا: رويتم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ليردن علي الحوض أقوام، ثم ليختلجن دوني، فأقول: يا رب، أصيحابي أصيحابي. فيقال لي: إنك لا


(١) تقدم تخريجه ضمن مواقف الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي سنة (١٤٥هـ).
(٢) محمد الآية (١١).
(٣) أحمد (٦/ ٤٧و١٦٥ - ١٦٦) وأبو داود (٢/ ٥٦٦/٢٠٨٣) والترمذي (٣/ ٤٠٧ - ٤٠٨/ ١١٠٢) والنسائي في الكبرى (٣/ ٢٨٥/٥٣٩٤) وابن ماجه (١/ ٦٠٥/١٨٧٩) وابن حبان (٩/ ٣٨٤/٤٠٧٤ الإحسان) قال الترمذي: "هذا حديث حسن". من طرق عن عائشة رضي الله عنها.
(٤) تأويل مختلف الحديث (٣٧ - ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>