للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعفاف نفسه والمرأة ... إلى غير ذلك.

وقد أنفق موسى عليه السلام من عمره الشريف عشر سنين في مهر ابنة شعيب. فلولا أن النكاح من أفضل الأشياء؛ لما ذهب كثير من زمان الأنبياء فيه.

وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: (خيار هذه الأمة أكثرها نساءً). (١) وكان يطأ جارية له، وينزل في أخرى. وقالت سرية الربيع بن خثيم: كان الربيع يعزل.

وأما المطعم؛ فالمراد منه تقوية هذا البدن لخدمة الله عز وجل، وحق على ذي الناقة أن يكرمها لتحمله.

وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل ما وجد؛ فإن وجد اللحم؛ أكله، ويأكل لحم الدجاج، وأحب الأشياء إليه الحلوى والعسل، وما نُقل عنه أنه امتنع من مباح.

وجيء علي رضي الله عنه بفالوذج، فأكل منه، وقال: ما هذا؟ قالوا: يوم النوروز. فقال: نَوْرِزونا كل يوم.

وإنما يُكره الأكل فوق الشبع، واللبس على وجه الاختيال والبَطَر.

وقد اقتنع أقوام بالدون من ذلك؛ لأن الحلال الصافي لا يكاد يمكن فيه تحصيل المراد، وإلا فقد لبس النبي - صلى الله عليه وسلم - حلة اشتريت له بسبعة وعشرين بعيراً، وكان لتميم الداري حلة اشتريت له بألف درهم يصلي فيها بالليل.

فجاء أقوام، فأظهروا التزهد، وابتكروا طريقة زينها لهم الهوى، ثم


(١) البخاري (٩/ ١٤٠/٥٠٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>