للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الصادق المصدوق من الافتراق، وتفاقم الأمر وعظم الشقاق فاشتد الاختلاف ونجمت البدع والنفاق، فافترقوا في أسماء الله تعالى وصفاته إلى نفاة معطلة، وغلاة ممثلة، وفي باب الإيمان والوعد والوعيد إلى: مرجئة ووعيدية من خوارج ومعتزلة، وفي باب أفعال الله وأقداره إلى: جبرية غلاة وقدرية نفاة، وفي أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته إلى رافضة غلاة وناصبة جفاة، إلى غير ذلك من فرق الضلال، وطوائف البدع والانتحال، وكل طائفة من هذه الطوائف قد تحزبت فرقا وتشعبت طرقا، وكل فرقة تكفر صاحبتها وتزعم أنها هي الفرقة الناجية المنصورة. (١)

- وقال: ثم اعلم أن البدع كلها مردودة ليس منها شيء مقبولا، وكلها قبيحة ليس فيها حسن، وكلها ضلال ليس فيها هدى، وكلها أوزار ليس فيها أجر، وكلها باطل ليس فيها حق. ومعنى البدعة هو شرع ما لم يأذن الله به ولم يكن عليه أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه، ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - البدعة بقوله: «كل عمل ليس عليه أمرنا» (٢) ووصف الطائفة الناجية من الثلاث والسبعين فرقة بقوله: «هم الجماعة». وفي رواية: «هم من كان مثل ما أنا عليه وأصحابي» (٣).اهـ (٤)

- وفيه: وهذا الذي قاله -أي الإمام الشافعي- من تحكيم نصوص الكتاب والسنة، وطرح ما خالفهما هو الذي نطقا به وصرحت به


(١) معارج القبول بشرح سلم الوصول (١/ ١٨).
(٢) تقدم قريبا.
(٣) تقدم قريبا.
(٤) معارج القبول (٢/ ٦١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>