للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن عامة تلك البدع لا يقول أحد من أهل العلم والمعرفة أنها من أركان الإسلام ولا من واجباته ولا من مندوباته، بل غالبهم يجزمون بأنها بدع وضلالات، وصرح قوم منهم بأن منها ما هو شرك وعبادة لغير الله عز وجل، وقد شرحت ذلك في كتاب (العبادة)، وبحسبك هنا أن تستحضر أن من يزعم من المنتسبين إلى العلم أنه لا يرى ببعضها (١) بأسا، أو زاد على ذلك أنه يرجى منها النفع، فإنه مع مخالفته لمن هو أعلم منه يعترف بأن في الأعمال المشروعة اتفاقا ما هو أعظم أجرا وأكبر فضلا بدرجات لا تحصى، وقد قال الله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (٢)، وفي (الصحيحين) عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحلال بين والحرام بين، وبينهما مشبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه» (٣) وفي حديث آخر: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» (٤). وفي حديث آخر: «إنه لا يبلغ العبد أن


(١) في الأصل: بعضها.
(٢) التغابن الآية (١٦).
(٣) أحمد (٤/ ٢٧٠) والبخاري (١/ ١٦٨/٥٢) ومسلم (٣/ ١٢١٩ - ١٢٢٠/ ١٥٩٩) وأبو داود (٣/ ٦٢٤/٣٣٣٠) والترمذي (٣/ ٥١١/١٢٠٥) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي (٧/ ٢٧٧ - ٢٧٩/ ٤٤٦٥) وابن ماجه (٢/ ١٣١٨ - ١٣١٩/ ٣٩٨٤).
(٤) أحمد (١/ ٢٠٠) والترمذي (٤/ ٥٧٦ - ٥٧٧/ ٢٥١٨) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". والنسائي (٨/ ٧٣٢/٥٧٢٧) وابن حبان (٢/ ٤٩٨/٧٢٢ الإحسان) والحاكم (٢/ ١٣) وصححه ووافقه الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>