للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب وإنما رأي الأئمة فيما لم ينزل فيه كتاب ولم تمض به سنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رأي لأحد في سنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (١)

- كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: أما بعد، أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنة، فإنها لك -بإذن الله- عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها أو عبرة فيها، فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه، ولئن قلتم إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم. (٢)


(١) سنن الدارمي (١/ ١١٤) وجامع بيان العلم وفضله (١/ ٧٨١) وابن بطة في الإبانة (١/ ١/٢٦٢ - ٢٦٣/ ١٠٠) وذم الكلام (ص.١٠٧) والآجري في الشريعة (١/ ١٨٢/١١٣) والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٥٠٨) وهو في إعلام الموقعين (١/ ٧٤).
(٢) أبو داود (٥/ ١٨/٤٦١٢) وبنحوه عند ابن بطة في الإبانة (١/ ٢/٣٢١/ ١٦٣) والحلية (٥/ ٣٣٨) والشريعة (١/ ٤٤٤ - ٤٤٥) وذم الكلام (ص.١٩٨) وابن وضاح (ص.٧٢ - ٧٣) وانظر طبقات الحنابلة (١/ ٧٠) والباعث (ص.٧١) والتلبيس (ص.١١٠) والاعتصام (١/ ٦٥ - ٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>