الشعير والتمر يتم من ميناء البصرة في العراق، هذا وقد انتهت الحاجة إلى هذه البواخر الشراعية بعد توفر البواخر التجارية الكبيرة، وتعاظم كميات البضائع التي تحتاج إليها البلاد، وكانت هناك بيوت تجارية معينة في مدينة بومباى بالهند هي بيوت الحاج عبد الله بهائى وهو هندى مسلم. كما كانت هناك بيوت تجارية حجازية هي بيت الحاج عبد الله على رضا وبيت الحاج سليم الخنجى ولقد كانت الطريقة أن ترسل هذه البيوت التجارية برقيات إلى عملائها من التجار في جدة بأسعار البضائع حينما يتعين تاريخ سفر إحدى البواخر الكبيرة إلى جدة ويرتبط التجار بالشراء لترد بضائعهم في وقت واحد وعلى باخرة واحدة وكان وكلاء البواخر يعمدون إلى التبليغ عن وصولها وسفرها بواسطة المنادى - حينما كانت مدينة جدة محصورة داخل أسوارها وكان المنادى يطوف في شوارع جدة وأسواقها ينادى ويقول على سبيل المثال - بابور بوسطة إنجليزى اسمه جهانكير أن شاء الله بكره حضوره هنا، كل من عنده صرَّه أو أمانة يراجع في الحال الوكيل الحاج عبد الله علي رضا وهكذا على البواخر الأخرى موضحا اسم الباخرة وموعد وصولها واسم الوكيل.
ولقد ظلت التجارة محصورة مع الهند تقريبا ولم يتم الانفتاح بصورة عامة إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبانتهائها بدأت النهضة التجارية العظيمة في البلاد وأصبح الاستيراد والتزاحم مفتوحا للجميع، وبدأت البيوت التجارية السعودية تمارس نشاطها الواسع الذى قضى على النفوذ التجارى للبيوت الأجنبية بل وأنهى وجودها تماما ولعله من الطريف أن نذكر هنا أنواعا من التجارة انتهت تماما فلم يعد هناك من يمارسها.
كانت هناك تجارة الماء، وكانت لمدينة جدة صهاريج كبيرة لحفظ مياه الأمطار، وكانت هذه الصهاريج تبنى في طريق السيول خارج المدينة، ومن أشهر