للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الصهاريج صهريج المشاط، وصهريج باناجه، وحفرة حميد الشيخ فإذا جاءت الأمطار وامتلأت هذه الصهاريج تغلق فوهاتها ويبقى الماء محفوظا فيها إلى حين الحاجة إليه بعد انتهاء موسم الأمطار فتفتح هذه الصهاريج ويباع الماء للجمهور، وكانت أغلب بيوت جدة القديمة مزودة بهذه الصهاريج لحفظ الماء الذى ينحدر من السطوح بواسطة مواسير من القماش إلى الصهريج في أسفل المنزل، وكان البعض يملأ هذه الصهاريج بشراء الماء في موسم الأمطار وتخزينه فيها إلى حين الحاجة إليه، وكما كانت هناك تجارة للماء، كانت هناك تجارة السمن يوم كان اعتماد الناس على السمن الطبيعى وهناك مثل مشهور متداول وهو من لا يشترى السمن في الثور ثور والمعنى أن السمن يكثر في فصل الربيع في برج الثور فكان الناس يقبلون فيه على الشراء لحاجة بيوتهم أو لتجارتهم، ومثل ذلك ينطبق على الفحم قبل دخول الكهرباء والغاز إلى البلاد فكانت هناك مواسم معينة يكثر فيها الفحم ويقوم بعض تجاره بشرائه وتخزينه لبيعه بأثمان أعلى حين الحاجة إليه.

ونعود بعد هذا الاستطراد الطويل عن ماضى التجارة إلى كبير تجار جدة الحاج عبد الله على رضا لنقول إنه كان يعيش بين الناس وكأنه فرد منهم لا يشعرهم بهيمنة الحاكم ولا بسلطان الحكم، أذكر أن الحاج عبد الله على رضا حينما كبر ابنه البكر محمد - معالى الشيخ محمد عبد الله رضا وزير التجارة الأسبق - أراد أن يزوجه ويفتتح له بيتا تجاريا خاصا باسمه وكان المنزل الذى يسكنه آل الجمجوم تعود ملكيته إلى زوجة الحاج زينل فطلب الحاج عبد الله من الشيخ محمد صالح جمجوم إخلاء المنزل لهذا الغرض فامتنع الشيخ محمد صالح عن ذلك قائلا أننا نسكن هذا البيت من عشرات السنين وفيه محلنا التجارى وعوائلنا الكثيرة ولا نجد بيتا آخر يسعنا فنحن أحوج إليه منكم، لم يلجأ الحاج عبد الله إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>