سلطته كحاكم، ولا إلى صلته الشخصية بجلالة الملك أو سمو النائب العام، وإنما ذهب إلى كبير تجار جدة الشيخ عبد الرحمن باناجه رحمه الله وشكا إليه الأمر وطلب منه أن يفصل فيه باعتبار أن القضية هي بين تاجرين يحتكمان إلى كبير بينهم، وبهذا الأدب العالى كان يتصرف هؤلاء الرجال الكبار، وكان الحاج عبد الله يستقبل الناس في بيته التجارى ويقرأ معروضاتهم ويشرح عليها بخط يده ويحيلها إلى الجهات المختصة في بساطة ويسر وكان يخلط نفسه بزملائه من التجار فيزورهم ويزورونه وكان يعتبر نفسه مسؤولا عن المدينة التي يمثل الدولة فيها فيعنى بأمور أهلها ما وسعته العناية وأنى لأذكر له حادثة واحدة تدل على كبر نفسه ونبل خصاله.
في أوائل الخمسينات وحينما قامت فتنة ابن رفادة الذى وصل إلى مدينة الوجه عن طريق السويس مع مجموعة من المسلحين بادر المغفور له الملك عبد العزيز بالقضاء على هذه الفتنة في مهدها بصورة سريعة وكانت العلاقات بين البيت السعودى والبيت الهاشمي الذى كان يمثله الملك عبد الله بن الحسين لم تتحسن بعد. أقول: في ذلك الوقت بالذات كانت مجموعة من شباب جدة قاموا بتأسيس أول ناد أدبى في جدة، وكانت الاجتماعات تتم في هذا النادى حتى قبل الحصول على الترخيص الرسمى بافتتاحه من الدولة وكانت أغراض النادى ثقافية واجتماعية، وكانت تلقى فيه المحاضرات والقصائد، وكان هذا النادى يعقد بمنزل المرحوم عبد العزيز جميل ثم بمنزل المرحوم الشيخ صالح إسلام وكان من أعضاء النادى الأستاذ حسن عواد والأستاذ حمزة شحاتة والمرحوم أحمد لارى، والشيخ حسن أبو الحمايل والأستاذ يونس سلامه وغيرهم وكان كاتب هذه السطور أصغر أعضاء النادى على الإطلاق.
ويبدو أنه نقل إلى الحكومة بعض أخبار هذا النادى بصورة مبالغ فيها في الوقت الذى كانت فيه الحوادث التي ذكرناها آنفا ويبدو أن جلالة المغفور له