الملك عبد العزيز أراد اتخاذ إجراء بالنسبة لهذا النادى وغيره من الناس، ولكنه آثر إرجاء النصح والإنذار قبل أى إجراء وعقد لهذا الأمر اجتماع كبير في مبنى وزارة المالية بمكة سبقه تبليغ كثير من الناس بواسطة الشرطة ضرورة حضور هذا الاجتماع. وإنى لأذكر أنه عين لنا موعدا للحضور في الخزنة - المبنى الذى كانت تشغله قائممقامية جدة وهو أمام ميدان البيعة حاليا وقد أزيل المبنى لقدمه - فحضرنا وقابلنا المرحوم الشيخ على طه رضوان الذى كان معاونًا لقائممقام جدة وقال لنا جميعا إن السيارات ستأخذكم إلى مكة فتقابلون الحاج عبد الله علي رضا في منزله بزقاق الحفرة بالشبيكة، وقد أكد المرحوم على طه عليَّ بصورة خاصة أن أذهب إلى هناك فذهبنا، وكنا مجموعة مختلفة من الناس تجمع بين فئات كثيرة فهناك التجار وأساتذة المدارس والشباب وأرباب الحرف المختلفة، وحينما وصلنا إلى مكة تناولنا طعام الغداء في منزل الحاج عبد الله وقبل الذهاب إلى الاجتماع استدعانى وقال لى اسمع ما أقوله لك إذا انتهى جلالة الملك من خطابه تحضر إليَّ لأقدمك إليه قلت لماذا، قال: هذا ما ستعرفه بعد ولكن احرص أن تكون قريبا منى وتحضر لأقدمك لجلالة الملك وبالفعل ذهبت إليه بعد انتهاء خطاب الملك عبد العزيز رحمه الله فأخذنى بيدى وكنت صغير السن صغير الحجم، ولعلى كنت أصغر من حضر الاجتماع، وقال لجلالة الملك عبد العزيز بالحرف الواحد هذا هو محمد على مغربى يا جلالة الملك - ولقد كان جلالته في قامته الفارعة وجسمه الملئ وكنت أقف أمامه في حجمى الضئيل كطفل صغير رحمه الله.
ولقد علمت بعدها أن سبب تقديمى لجلالته من قبل الحاج عبد الله على رضا أنه أراد إقناع جلالة الملك عبد العزيز بأن ما نمى إليه عن النادى الأدبى أو عن شباب جدة لا صحة له، وأراد أن يرانى جلالة الملك عبد العزيز شخصيا ليرى أن من كان في سنى الباكر لا يمكن أن يصدر عنه ما يسئ إلى الدولة، وأن ما أخبر به جلالته مبالغ فيه.