الناس من كل حدب وصوب يشترون السيارات وكان محل جلاتلى هنكى وشركاه الإنجليزي في جدة يجمع كل وكالات السيارات تقريبا باستثناء الفورد فقد كان وكيلا لشركة جنرال موتورز لسياراتها المختلفة كما كان وكيلا لشركة دودج وهي من إنتاج شركة كريزلر أما شركة فورد فقد كان وكيلها المستشرق الإنجليزي المسلم سانت جون فيلبى والذى سمى نفسه فما بعد عبد الله فيلبى وبعد فترة من الزمن أصدر جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أمرا باختصار دخول السيارات على شركة فورد والكفرات على ماركة قوديير التي كان وكيلها فيلبى المذكور والتى أسس لها شركة تجارية باسم الشركة الشرقية ويبدو أن جلالته رأى السيارات الأخرى ولا وكلاء رسميون لها يعانى مشتروها من نقص قطع الغيار وأقنعه عبد الله فيلبى بقصر الاستيراد على شركة فورد المهم أن هذا الامتياز بقى لشركة فورد ولكفرات قوديير بضع سنوات إلى أن طلب المسؤولون في الشركة العربية للسيارات إلغاءه محتجين باستغلال الشركة الشرقية لهذا الامتياز فوافق جلالته على ذلك في الحال وأصبح الاستيراد مسموحا به لجميع أنواع السيارات والإطارات بلا استثناء.
أن إقبال الناس على شراء السيارات دون سابق خبرة بإدارتها وصيانتها قد حدثت عنه مشاكل من عدة جهات الأولى هي استقدام إعداد كبيرة من السائقين والميكانيكيين من مهندسين وسائقين وعمال صيانة من السودان والهند وعدن وكانت تصرف لهم المرتبات الضخمة بطبيعة الحال لأنهم تركوا أوطانهم وأهليهم فكان لابد من تقديم الإغراءات الكبيرة لهم، وكانت هذه السيارات محتاجة إلى قطع الغيار التي لم تكن متوفرة في البداية بالشكل الكامل، كما أن البلاد لم تكن قد عرفت الطرق المزفتة أو المعبدة فكانت السيارة الجيدة تقطع طريق مكة جدة في ساعتين وكثيرا ما تتعرض للتعطيل في الرمال المتحركة في