للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٣٤٢ هـ هاجر الكثيرون من أهل مكة إلى جدة بعد أن دخل الجيش السعودي مدينة الطائف، ولم تكن هذه الهجرة منظمة فكان الناس يفدون بعائلاتهم وينزلون في بيوت من يعرفون من أهالى جدة ولكن البعض لم يكونوا يعرفون أحدا، كما أن منهم من كانت تنقصه وسائل النقل فكان البعض منهم يفد ماشيا أو يستعمل وسائل غير مريحة وما أن علم الشيخ محمد الطويل بذلك حتى استنفر الرجال لاستقبال القادمين من مكة في ضاحية الرغامة وزود المكان بالماء والدواب والأغطية ثم تولى أسكان القادمين وإنزالهم في بيوت الأهالى الذين كانوا يتسارعون إلى تلبية نداء النجدة والمروءة.

وقبيل نهاية الحرب السعودية الهاشمية هاجر الشيخ محمد الطويل بعائلته إلى مدينة اسمرا وقد أوشكت الحرب على النهاية وبدا أن البلاد كلها ستدين بولائها لجلالة المغفور له الملك عبد العزيز وكان الطويل بوصفه من أكبر رجالات العهد السابق يخشى أن يكون لهذا الأمر تأثير عليه في العهد الجديد فبقى خارج البلاد حتى أذن المغفور له الملك عبد العزيز بالعودة إلى وطنه فعاد إلى مدينة جدة مكرما آمنا على نفسه وماله (١) وكانت عودته مقترنة بدخول السيارات إلى الحجاز فقد كان الشريف حسين يحرم دخولها واستعمالها ويصر على استعمال الجمل كوسيلة للنقل سواء للحجاج أو البضائع واجتمع لفيف من تجار جدة وكلهم من أصدقاء المرحوم الشيخ محمد الطويل وألفوا شركة للسيارات سميت (شركة القناعة للسيارات) وعينوا الشيخ محمد الطويل رئيسا لها وخصص له مرتب شهرى مقداره ستون جنيها ذهبا في الشهر، وكان هذا المرتب كبيرا جدا في ذلك الحين،


(١) لقد علمت فيما بعد أن الشيخ محمد الطويل كان ممن بايعوا جلالة الملك عبد العزيز بعد تسليم جدة ويبدو أن الشيخ محمد الطويل سافر مرة أخرى إلى مصر بعد أن دانت البلاد لجلالة الملك عبد العزيز رحمه الله انظر ترجمة الشيخ محد صالح أبو زناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>