للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان معروفا أن الغرض من ذلك هو تكريم الشيخ محمد الطويل وتأمين كفايته من المال حتى لا تتغير عليه الأمور والأحوال، ثم استقدمه جلالة الملك عبد العزير إلى الرياض وأبقاه فترة ثم ما لبث أن أذن له بالعودة إلى جدة مع موكب جلالته واستقبله الناس استقبالا عظيما وعاد مرة أخرى إلى عمله في رئاسة شركة القناعة للسيارات، وفى شركة القناعة للسيارات اتصلت أسبابي بأسباب الرحوم الشيخ محمد الطويل فقد كنت كاتبا بإدارة حسابات الشركة وكان هو رئيسها وقد أتاح لي ذلك الاطلاع على جانب من كرم الرجل إذ كانت ترد إلى الرقع بخطه الجميل يمنح بها أصحاب الحاجات من مرتبه حتى أنه أصبح بعد فترة من الزمن مدينا للشركة بمبلغ كبير من المال.

ولم تطل الأيام بالشيخ محمد الطويل في شركة القناعة للسيارات فقد اختاره جلالة الملك عبد العزيز لإِدارة جمارك وماليات الإِحساء والمنطقة الشرقية، وكان الملك عبد العزيز رحمه الله ذا فراسة في الرجال وهكذا قام الشيخ محمد الطويل بتأسيس الجمارك ووضع الأسس لتنظيم الأموال وكان يفد كل عام إلى جدة لزيارة أهله فيفد الناس للسلام عليه وتمتلئ داره بالمهنئين والزائرين طيلة بقائه حتى يعود، ومضت سنوات ثم اختاره جلالة الملك عبد العزيز ليكون مستشارا له ضمن مجلس المستشارين الذى كان يسمى مجلس الربع ولكن الشيخ محمد الطويل ما لبث أن استأذن من جلالة الملك عبد العزيز طالبا السماح له بتأسيس شركة نجد للسيارات وحصل على امتياز للشركة بالنقل بين الحجاز ونجد وقام فعلا بتأسيس الشركة المذكورة ولكنها ولدت ضعيفة فلم يكتب لها البقاء إذ كان مساهموها من أصحاب السيارات الذين لم ينضموا إلى الشركة العربية للسيارات حين توحيدها ولم تتوفر لها الإِمكانيات المالية والادارية التي تضمن

<<  <  ج: ص:  >  >>