للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوى الشر مؤيدة بالاستعمار الإنجليزي الغاشم ولا يكتفى بذلك فإذا به يحدثنا عن تاريخ فلسطين منذ الفتح العربى إلى تسلم الفاروق مفاتيح الدينة القدسة، ثم ينحدر إلى صلاح الدين واسترجاعه لبيت المقدس ووقعة حطين وكنا نصغى مشدوهين إلى مدرس الجغرافيا الذى تحول درسه إلى درس عظيم في التاريخ، وإلى خطاب حماسى في حب الأوطان.

كانت البلاد العربية كلها باستثناء الجزيرة العربية تحت الاستعمار الغربى في ذلك الوقت فكانت مصر والعراق والأردن وفلسطين والخليج تحت الحكم الإنجليزي، وكانت سوريا ولبنان والمغرب العربى كله تحت الحكم الفرنسى، وكان محمد جميل حسن يتحدث عن هذه البلاد جميعها وعن مكافحتها للاستعمار ولكنه يطيل ويفيض إذا وصل حديته إلى فلسطين وكأنه رحمه الله كان يتنبأ أن هذه البلاد جميعها ستحظى باستقلالها وأن العقبة الكبرى ستكون هي فلسطين، ولا أريد أن أطيل فلقد كان الرجل شعلة متقدة من الحماس والنضال وكان ملما إلماما تاما بالمادة التي يدرسها وكثيرا ما ذكرنا بأمجاد المسلمين والعرب وفتوحاتهم في أوروبا ولست في حاجة إلى أن أقول إننا كنا نترقب الحصص التي يدخل فيها علينا وأننا نتحول جميعا إلى آذان صاغية وقلوب متفتحة تموج بالعواطف والأحاسيس وكان الرجل على صلة بالملك الشريف على بن الحسين أيام حكمه وكان يرى دائما في القصر ولعله كان على صلة بالأسرة الهاشمية كلها فلقد كان واضحا في أحاديته معرفته بالملك فيصل الأول ملك العراق، والملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن رحمهما الله، وكان يوما يلقى علينا درسه المعتاد وإذا بنا نسمع ضجيجا وأصوات طلقات نارية، فانفلت الأستاذ محمد جميل حسن من القاعة لينظر ما الخبر؟ وكان الجنود المرتزقة الذين استقدمهم الملك على بن

<<  <  ج: ص:  >  >>