للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسين للدفاع عن مدينة جدة وهم من الدروز يتظاهرون مطالبين بصرف مرتباتهم التي انقطعت عدة شهور فلم يكن من محمد جميل حسن ألا أنه خرج إليهم منفردا وتحدث إلى رؤسائهم فانقطع صوت الرصاص وخفتت الضجة ومضوا مواصلين مسيرتهم في هدوء، ولقد سمعته بعدها يحدث مدير المدرسة والأساتذة الذين التفوا حوله أنه أفهم رؤساء المتظاهرين أنهم يمرون أمام مدرسة تضم المئات من التلاميذ وأنه لا حاجة لإِطلاق النيران في هذا المكان بالذات فاستمعوا لنصحيته وهو موقف يدل على الشجاعة والإِقدام.

وعلى ذكر الجنود المرتزقة نذكر أن هؤلاء الجنود كانوا من الدروز الذين يسكنون في أراضى سوريا ولبنان وفلسطين، وكان الملك الحسين بن على حينما غادر جدة بعد خلعه وتولية ابنه الملك على ذهب إلى العقبة وكان ابنه الملك عبد الله بن الحسين يرسل إليه هؤلاء الجنود المرتزقة لترحيلهم إلى الحجاز وكان قائد هؤلاء الجنود ضابطا سوريا اسمه تحسين الفقير وكان الدفاع عن مدينة جدة مقسما على ثلاث فئات الدروز واليمنيين والمتطوعين من أبناء البلاد وكان يحيط بمدينة جدة سور من الأسلاك وكانت كل فئة تتمركز في ناحية من النواحى وقد باع الملك على شارع قابل كما أسلفنا في حلقة سابقة لمواجهة مصاريف الحرب بأبخس الأثمان، وحينما تظاهر الدروز في المرة التي أشرنا إليها اعتصموا بمسجد عكاش في قلب مدينة جدة ذهب إليهم كبير جدة المرحوم الشيخ محمد الطويل وتعهد لهم بتسديد استحقاقاتهم وباع المنزل الوحيد الذى كان يملكه لسكنه الخاص وأوفى لهم بجميع حقوقهم وأعادهم إلى بلادهم، نعود بعد هذا الاستطراد إلى الأستاذ محمد جميل حسن فنذكر طرفة عنه سبق أن ذكرتها في كتابى حبات من عنقود والطرفة بعنوان "رجل في التراب ورأس في السحاب" ..

<<  <  ج: ص:  >  >>