للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التشكيك في الواقع وتزييفه، وهي ليست أكثر من إشاعات ترفضها كل مقاييس العقل والمنطق والواقع الملموس.

يقول كذلك في هذه الرسالة:

كثير من الانتصارات باهظ التكاليف أكثر كثيرا من أية هزيمة. وفيها أيضا يقول.

إن بعض الظروف تضع الإنسان فجاة أمام مثير من نوع ما فتكون الاستجابة المتسرعة مانعة من صحة التقدير والتروى ولا غرابة في هذا (١).

ولقد كان حمزة يفكر في العودة إلى الحجاز ويبدوا أنه كان يتحدث بآماله هذه إلى شيرين حينما كانت معه في القاهرة ولا غرابة في هذا وقد عبر عن سعيه للهجرة إلى مصر والإقامة بها ثم سعيه للنزوح عنها والعودة إلى بلاده تعبيرا ساخرا طريفا في الرسالة السادسة عشر قال:

وصف مفكر الرجل الأمريكى من الطبقة العادية بأنه يقضى نصف عمره في الريف في محاولة الانتقال إلى المدينة، ويقضى النصف الآخر في محاولة العودة إلى الريف، وهذا بالضبط ماحدث لي ولم أعد بعد إلى الريف (٢).

إلى جانب رسائل إلى ابنتي شيرين كتاب آخر نشرته تهامة كذلك مشكورة لحمزة شحاتة، بعنوان رفات عقل، وهي عبارة عن مذكرات كان يكتبها حمزة لنفسه كما يقول الأستاذ عبد الحميد مشخص الذى استخلصها من بين أوراقه المتناثرة، وليست هي مذكرات بالمعنى الذى يسبق إلى ذهن القارئ لأنها عبارة عن أفكار وآراء في شكل مفكرات أو مذكرات يرجع إليها فيما بعد وحسنا فعل الأستاذ عبد الحميد مشخص بجمعها ونشرها، فهي تصور حمزة شحاتة الكاتب والمفكر ويفتتح حمزة الحديث في هذه المذكرات بسؤال عنوانه من أنا؟ فيقول:

يبدو لي أنني لم أستقبل حياتي منذ وعيت حتى هذه الساعة .. كنت أعيش


(١) ٨٤ رسائل إلى ابنتي شيرين.
(٢) ٧٦ رسائل إلى ابنتي شيرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>