للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متأثرا بجملة الظروف والدوافع والمقاومات .. أسير .. وأتقهقر .. وأقف ..

وأحيانا أعدو بجنون. وحيث يتاح لي أن أتأمل ذاتي أرى أنني أداة تملى عليها مقدرات حركتها وسكونها، لم أشعر قط بتحرير إرادتي، وحين بدا للآخرين أنني اكتهلت بحكم السن، وإتساع أفق التجربة، وجدت أن ما يسمى الإرادة فينا، ليس إلا حاصل ظروف وعوامل ينسحق فيها ما هو ذاتي وداخلى تحت وطأة ماهو خارجي.

فإذا قلت الآن بصدق أنني أجهل من أنا .. أو ما أنا فلأنى لم أستقبل قط ما أستطيع أن أسميه حياتي ولكيلا يعتبر كلامي عن حياتى كلاما يكتنفه الغموض أقول .. إنني كنت كالجندي الذى قضى أيامه ولياليه في التدريب والاستعداد لمعركة لم يقدر له أن يخوضها، أو كالمتعلم الذى قضى شطر عمره للتخصص في مجال معين وقضى الشطر الثاني عاملا غير ثابت في كل مجال غير مجال تخصصه. هذا هو أنا، وهذا ما استقبله واستدبره من حياة هذا الإنسان (١).

ويقول تحت عنوان لم أنتم لأية مدرسة:

أحب أن أوضح أننى قرأت الكثير، كل شئ وصل إلى يدى .. تأثرت وانفعلت بكل ما كان له صدى في نفسي وفكرى ولم ألتزم منهجا معينا ففاتني التخصص في أي شئ، كما فاتنى الاحتراف.

ومنها يقول لم أمارس الأدب على أنه وسيلة، ولا على إنه غاية، وإنما كان تنفيسا عن شعورى بمرارة العيش وحرارة القلب (٢)

ويقول عن الأدب والمجتمع مايلي:

سيظل الأدب فنا قوامه الجمال والتأثير والفكرة والعاطفة وهدفه الإنسان متابعًا لتحولاته، قائدا لمشاعره، موجها لاهتماماته.


(١) رفات عقل - ١٢ -
(٢) رفات عقل

<<  <  ج: ص:  >  >>