للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونكمل الآن حديثنا عن حمزة والقنديل بالشعر الضاحك الذى اشتهر به قنديل فنقول إن حمزة نظم هذا الشعر ولكنه احتفظ فيه باللفظ الفصيح ولم يلجأ إلى اللهجة العامية كما فعل قنديل وأذكر هنا بعضا من قصائده التي عثرت عليها في هذه المجموعة التي تصور هذا النوع من الشعر الضحاك ولكني أنقل هنا من كتابي أعلام الحجاز ما ذكرته عن بداية قنديل في نظم هذا الشعر وعن القصيدة التي نظمها حمزة منه في مناسبة من المناسبات، كانت دار الهلال في القاهرة تصدر مجلة أسبوعية اسمها الفكاهة وهي مجلة فكاهية كما يدل عليها اسمها، وكان يتولى رئاسة تحريرها الأستاذ حسين شفيق المصرى وهو شاعر مجيد وزجال مصرى معروف، وكان الأستاذ حسين شفيق فيما أعرف هو أول من نشر الشعر الضاحك في أسلوب عامي، ولكن هذا الشعر العامي كان يحتفظ بالوزن والقافية، وكانت الطريقة أنه يفتتح القصيدة بمطلع قصيدة من عيون الشعر العربى القديم ثم ينسج على منوالها كلاما موزونا مقفى تختلط فيه العامية بالعربية الفصحى وكانت مواضيع هذا الشعر دائما انتقادية ولكنها في أسلوب فكاهي مقبول، وكنا نجتمع في مكة المكرمة مع الأستاذين حمزة شحاتة وأحمد قنديل رحمهما الله وجاء يوما ذكر هذا الشعر الذى كان يسميه الأستاذ حسين شفيق المصرى الشعر الحلمنتيشي - فسأل حمزة قنديل أن كان يستطيع النظم على هذا النسق فأجاب قنديل بالإيجاب وفى اليوم التالي بدأت المحاولات الأولى للقنديل في هذا الشعر وكانت موفقة جدا وما هي إلا فترة بسيطة حتى بدأ القنديل في نشرها في صوت الحجاز ووجدت صدى شعبيا واسعا واستقبالا حسنا .. الخ

ثم قلت بعد ذلك ولعل معظم القراء بل والأدباء لا يعرفون أن المرحوم الأستاذ حمزة شحاتة ينظم هذا الشعر ولكنه لم يستمر عليه، وإنما نظمه مرة واحدة أو مرتين وله قصيدة جميلة أذكر بعض أبياتها فيما بعد، وهذه القصيدة لها قصة لا بأس من إيرادها، فقد عُلم أن العراق سيرسل بعثة كشافة إلى المدينة المنورة ومكة، ولعل ذلك في زمن الحج وارادت الحكومة أن تكرم كشافة العراق فأعدت لهم برنامجا

<<  <  ج: ص:  >  >>