للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم أنه ليس قليلا بالنسبة لما تبرع به الشيخ محمد رضا فتحمس الداعي وسجل عشرين ريالا أخرى وسواء أكانت القصة حقيقية أم من خيال الأستاذ حمزة رحمه الله وأغلب الظن أنها حقيقية فإن إيرادها على هذا النحو في هذا الشعر الضاحك كان مناسبة يتفكه بها مجتمع جدة كلها، فكاهة تخلو من الحرج والبذاء (١) وهنا قصيدة تبدأ بهذه الأبيات:

ماذا وقوفك بالأطلال والدمن … موزع النفس بين الشعر والشجن

يرمي بك الوجد في صحراء مجدبة … طوت حياتك طي البحر للسفن

تهيم فيها شريدًا لا قرار له … وترسل الدمع مدرارا بلا ثمن

ثم يقول بعدها

(بعزقت) عمرك لا الأحباب منك دنوا … ولا بلغت مكانا في ذوى الفطن

الكاسبين ملا يينا وما كدحوا … وأنت في قفص من عقلك الزِّمن

تمرجلوا واستغلوا كل سانحة … من المصالح في سرٍّ وفى علن

وقدت انت رعيل الفن متكئا … على مبادئ سقراط واهر من

ومنها:

وكان درسك فيها لو فطنت له … درسا تفيق به من سكرة الوسن

إذ قام يصرخ والملقاط في يده … كالسيف يهتز في كف بن ذى يزن

وجاء من كركون الريع ضابطه … على الزعيق وحشد من ذوى حسن

وكان يوما تشاطرناه بهدلة … وكنت فيه وحدى دافع الشلن

كيوم وقعتنا بعد الغداء على … قرشين لم يدفعا في مطعم البُيِنِ

خرجت فيه بلوح الكتف منخلعا … ورحت خلفك فيه دارم الأذن


(١) انظر كتابنا أعلام الحجاز صفحة ٢٢ - ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>