للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجاربٌ وحشة خضنا معاركها … وكان شعرك فيه مصدر المحن

اما لنا غير قرض الشعر مشغله … نقضى بها فضل عمرينا على سنن

إلا وظيفة نرجوها ولو صغرت … نقضي بها دين راعي العيش واللبن

ونستردُّ بها في الناس سمعتنا … بعد الضياع بلا شعر ولا سفن

وحسبنا ما لقينا من بهادلها … وأنها مهنة من أخسر المهن

ويقول في آخرها

فما وراءك إلا النحس ملتطم … الأمواج في دهمل ارطالا ودهملني

وأيه لزوم كلامي منت عارفه … مذ ضاع عمرك بين الشام واليمن

وداب ضهرك بين الآخذين به … رقعا تمثَّلت فيه لعبة الأنِنِ

قد شدتها من صميم الفن أبنية … فهل بنيت بها حوشا من اللبن

بل نمت في دكة الزيدان منطرحا … على البلاط طوال الصيف كالورن

لا انت ضيف فيرجى يوم رحلته … ولا انت في نفقات البيت ذا شطن

وزغت من فندق التيسير لا هربا … من نامس الليل بل من اجرة السكن

باظت حياتك ماضيها وحاضرها … ما دام شعرك فيها عقدة الكفن

وخضت من غمرات الصبر أحلكها … في قهوة السد أو فى مقعد اللبني

والقصيدة كما يرى القارئ صورة لشاعرين صديقين يندبان حظهما العاثر بعد أن صفرت أيديهما من المال، كما خلت أوقاتهما من العمل، وكيف تعرضا للفضائح في مركز الشرطة بالريع - والريع كما لابد وأن يعلم القارئ هو باب الريع في مدينة الطائف وهو مسرح هذه القصيدة أما المعركة التي تعرضا فيها لخلع الكتف وورم الأذن فهى في مطعم بُينُ وبُينُ هذا كما لابد أن يعلم القارئ صاحب مطعم شهير للأكل الجاوى في مكة المكرمة أما الأنن الذى ورد في البيت:

وداب صهرك بين الآخذين به … رقعا تمثلت فيه لعبة الانن

الأنَنِ هذه لعبة شعبية يغمض فيها أحد اللاعبين عينيه، ويضربه أحد اللاعبين حوله وعليه أن يمسك اليد التي صفعته أو على الأقل يميزها فإن اهتدى إليه حل

<<  <  ج: ص:  >  >>