للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السلطان عبد الحميد عضوا في مجلس المبعوثان وأنعم عليه بلقب الباشوية الرفيعة في ذلك الزمان فأصبح اسمه - عبد الله باشا باناجه - وهو الوحيد فيما أعلم من أهل الحجاز الذي حصل على هذه الرتبة الرفيعة العالية بما لها من امتيازات واوسمة باستثناء بعض أشراف مكة المكرمة الذين منحت لهم رتبة الباشوية من السلطان في ذلك الزمان.

بزغ نجم الفتى وطابت له الإقامة في عاصمة الخلافة وتزوج بها واقتنى الضياع وطالت إقامته هناك حتى يئسر أهله وإخوته من رؤيته بينهم في جدة مرة أخرى، ولكن للأقدار أحكامها التي تغير ما قدر الناس لأنفسهم وما أرادوا، مات محمد باناجه الأخ الأكبر، وأصبح عبد الله هو رئيس العائلة فعاد إلى وطنه مرة أخرى ليكون على رأس البيت الذي تركه شابا وكانت هذه العودة سببا في كلما حققة بيت باناجه وما ناله من شهرة وذيوع صيت، كانت العائلة تسكن في بيت صغير في منطقة سوق الندى وحول هذا البيت بيوت صغيرة أخرى متناثرة وإلى جانبها أرض خالية ترمى فيها النفايات. اشترى عبد الله باناجه باشا البيوت الصغيرة المحيطة بدار أسرته كما اشترى في الأرض المهملة وهدم الجميع لينشيء مكانها بيت العائلة الكبير الموجود حاليا بسوق الندى وليبني حوله المخازن الخاصة بالبضائع وليكون سفله مكاتب للعمل التجارى، وعلوه للسكن وكان هناك بيت صغير متصل بمسجد الحنفي وهو من أقدم المساجد في جدة، وملاصق لبيت باناجه فاشتراه الباشا ليجعل منه مقصورة للصلاة متصلة بالمسجد ومحجوزة عنه بشباك كبير من الحديد، وشيد في نفس الوقت صالة فخمة والحقها بهذه المقصورة وكان في تصرفه هذا مثالا للذكاء وبعد النظر.

كان آل باناجه يستعلمون المقصورة في صلاتهم اليومية فإذا أذن الظهر والعصر تركوا مكاتبهم واجتمعوا في هذه المقصورة يصلون بصلاة أمام المسجد وهم يشاهدون المصلين كما يشاهدهم المصلون كان هذا في الأيام العادية، أما في يوم الجمعة فإن الأمر يختلف اختلافات تاما. لقد أصبحت هذه المقصورة ملتقى الولاة

<<  <  ج: ص:  >  >>