فإذا أذن للصلاة قام الجميع إلى المقصورة لأداء الصلاة بعد الاستماع إلى الخطبة فإذا انقضت الصلاة عاد المصلون إلى المجلس مرة أخرى لتدار عليهم القهوة وأكواب الشاى بينما ينطلق الشذى العاطر من بخور العود وبعد الاستراحة يودع الضيف الكبير بكل مظاهر الإجلال والإكبار.
وعلى ذكر هذه المقصورة فإن أول من بنى المقاصير للصلاة من الخلفاء هو الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضى الله تعالى عنه وذلك بعد أن تعرض لمحاولة قتله من قبل الخوارج في ١٧ رمضان سنة أربعين للهجرة. ذلك أن ثلاثة من الخوارج اجتمعوا واتفقوا فيما بينهم على أن كل الفتن العظيمة التي يعانى منها المسلمون سببها هو الخلاف بين علي ومعاوية وعمرو بن العاص فتعاهد الثلاثة على أن يقوم كل منهم بقتل واحد من هؤلاء، وقتل الإمام علي رضوان الله تعالى عليه بيد الشقي عبد الرحمن بن ملجم وهو خارج إلى المسجد ينادى لصلاة الفجر - الصلاة الصلاة.
ونجا عمرو بن العاص رضي الله عنه لأنه مرض ليلتها فلم يخرج إلى الصلاة وأناب عنه من يصلي الفجر بالناس فقتله عمرو بن بكر التميمي الخارجي وهو يظنه عمروا. أما معاوية رضى الله عنه فقد أصاب السيف موضع جلوسه وكان جسيما فجرح ولكنه نجا من القتل وكان الذي ضربه بالسيف هو البرك بن عبد الله التميمي الخارجي. بعد هذه الحادثة أقام معاوية رضوان الله تعالى عليه مقصورة يصلى فيها وكلف من يقوم على حراستها أثناء الصلاة.
ولقد رأيت الملك عبد العزيز يرحمه الله يصلى في مقصورة آل باناجه وعلى باب المقصورة يقف عبد أسود طوال شاهرا سيفه ومن خلف جلالته يقوم الحرس شاهرين سيوفهم.
ومما تحتفظ به الذاكرة أن الشريف الحسين حينما وصل مع السلطان وحيد الدين إلى دار آل باناجه لصلاة الجمعة كانا يستقلان عربة تجرها الخيول وكان الملك علي بن الحسين يصل إلى المسجد وهو يمتطى السيارة. أما الملك عبد العزيز رحمه الله