للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد شاهدته في أول جمعة صلاها في مدينة جدة خرج ماشيا من بيت نصيف الشهير تتقدمه مجموعة ضخمة من الرجال ربما يصل عددهم المائة ومن خلفه مجموعة أخرى بنفس العدد وهم يحملون أسلحتهم، وعاد بنفس الموكب وكان طريقه من بيت نصيف مرورا بشارع قابل ثم بالسوق الكبير إلى سوق الندى حيث يقع بيت آل باناجة وكان الحرس يملؤون الساحة الكبيرة للبيت والتي زينت ببوابة ضخمة وواسعة جدا من الخشب المتين القوى المنقوش وكان الناس يملؤون الطرقات والشوارع التي بها الموكب في الذهاب والإياب.

نعود بعد هذا الاستطراد إلى عبد الله باشا باناجه فنقول أنه كما أسس هذا البيت في مدينة جدة بمقصورته التي دخلت التاريخ كما أسلفنا عنها من حديث، اشترى في مكة بيتًا بل قصرا عظيما آخر كان يقع في مواجهة الحرم الشريف أمام باب علي، في منطقة الصفا وكان ملحقا بهذا البيت بيت صغير آخر يطل على شارع القشاشيه أمام بيوت علي باشا التي كان تشغلها مدارس الفلاح بمكة المكرمة في ذلك الزمان.

وقد أزيل بيت باناجه الكبير والبيت الآخر مع كافة البيوت التي كانت موجودة في منطقة المسعى والقشاشيه وأدخلت في التوسعة السعودية العظيمة التي تمت للمسجد الحرام، وكان هذا البيت في منطقة المسعى قرب الصفا وقبل العلامة الخضراء التي يمر فيها الساعون بين الصفا والمروة.

كان هذا البيت ملكا للحكومة المصرية كما علمنا حتى قيل أن فيه - مهلكا - يرمي فيه من يراد إهلاكه والعياذ بالله.

حدثني الأستاذ عبده صالح باناجه قال: كان في الدور العلوي الكشك الكبير (١) وكان في جانب منه باب مقفول لا يفتح أبدا، قال وكانوا يخوفوننا منه قائلين هذا الباب المهلك يفتح الباب ثم يدفع فيه من يراد به الهلاك فيهوى إلى حيث لا يرى


(١) الكشك اصطلاح تركي يطلق على المجلس العظيم الذي يشرف من أعلى البيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>