للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ذلك والعياذ بالله.

وسواء أصحت الرواية التي ذكرت للأستاذ عبده. أم لم تصح فلقد كان بيت باناجة بيتا عظيما وقصرا منيفا هو الآخر دخل التاريخ في زمنه، فحينما حضر الخديوى عباس خديوى مصر للحج نزل فيه بمكة المكرمة وكان عبد الله باشا باناجه في مصر في ذلك الزمان على ما سيأتي تفصيله بعد. وكذلك نزل فيه السلطان القعيطي حينما حضر للحج وكان نزوله في جدة في بيت آل باناجه. ومما لا شك فيه أن الكثير بن من العظماء قد نزلوا في بيتهم بمكة. وكان آل باناجه يتركونه مفتوحا طيلة العام ويوظفون من يقوم بالعناية به وخدمة النزلاء فيه وكانوا كما لست في حاجة لأن أقول ينزلون به إذا قدموا إلى مكة كما ينزل به أصدقاؤهم وضيوفهم.

وكان أهم من هذا وذاك أن الناس في مكة يعتبرونه مكانا صالحا للندوات الكبيرة والاجتماعات.

أقام فيه شباب مكة المكرمة وأدباؤها حفلة تكريمية للشاعر الأستاذ خير الدين الزركلي حينما حفر إلى مكة في أوائل العهد السعودي وألقيت فيه القصائد والكلمات الترحيبية وألقى فيها الأستاذ خير الدين قصيدة له مشهورة مطلعها.

حي الحجاز ونجدا - حيا بها مكرميه، ونشرتها الصحف في حينها.

كان هذا البيت مقرا لهذه الاجتماعات وأمثالها مما لسنا بسبيل حصره ولكننا نكتفي بالإشارة إليه في وقت لم يكن في مكة كلها مكان مهيؤ لمثل ذلك في مثل موقعه الفريد بجوار المسجد الحرام.

أن ما لفت نظرى في سيرة عبد الله باشا باناجه هي عصاميته العجيبة التي انتهت به من شاب مهاجر من بلده وهو مغاضب لأهله ليشق طريقه في أعظم عواصم الدنيا في زمانه حتى يصل إلى المكانة المرموقة التي وصل إليها ثم يعود إلى بلاده فينفق الكثير من ماله في سبيل المجد الذي يرفع من مقامه ومن سمعة بلده.

لست أشك أن عبد الله باشا باناجه قد أفاد من المجد والسمعة وربما جر عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>