للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكومة لجنة كبيرة مكونه من الشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام المسجد الحرام في ذلك الوقت والشيخ صالح حجازى شيخ القراء بمكة المكرمة، والمرحومين السيد محمد شطا والسيد إبراهيم النورى من وزارة المعارف، وقد باشرت اللجنة عملها، وللتاريخ فإن الشخص الوحيد من بين أعضاء هذه اللجنة الذى تفرغ للمراجعة والتصحيح وأعطى هذا العمل جهده وكامل اهتمامه هو المرحوم السيد إبراهيم النورى من وزارة المعارف، وحينما عرضنا عليه مكافأة مقابل هذا الجهد اعتذر عن قبولها فاعتبرناه مساهما في الشركة التي تألفت لهذا الغرض بنسبة معينة وقد ألفنا شركه خاصة لطبع القرآن ونشره في مكة المكرمة أسميناها شركة مصحف مكة المكرمة واستوردنا لها مطبعة خاصة من أمريكا ولا تزال الشركة تحمل هذا الاسم حتى اليوم.

أوشك العمل في كتابة المصحف على الانتهاء كما أوشك التصحيح أن ينتهى وذات يوم اتصل بى المرحوم الشيخ عبد الله باحمدين تلفونيا وطلب مني الحضور إلى مكة المكرمة حيث يجرى عرض المصحف على صاحب السمو الملكي الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك المعظم لأول مرة، وذهبنا لمقابلة سموه في قصره بالمعابدة في ظاهر مكة وتقدم السيد إبراهيم النوري رحمه الله بتقديم نسخة المصحف إلى سمو الأمير فيصل وكنا المرحوم عبد الله باحمدين وأنا نقف معه، وأبدى سموه إعجابه وقال أنه عمل عظيم، ثم اقترح سموه أن يعرض هذا المصحف على جلالة المغفور له الملك عبد العزيز وقال: أنني سأتحدث إلى رئيس الحرس الملكي وأظن أن اسمه كان إبراهيم جودت ليدخلكم على جلالة الملك عبد العزيز.

عدت إلى جدة وبعد عدة أيام أبلغني المرحوم الشيخ عبد الله باحمدين أنهم دعوا على عجل للحضور إلى القصر وأنهم عرضوا المصحف على جلالة الملك عبد العزيز فسر جلالته به كثيرا، وأثنى على القائمين بالأمر، ونفح كلا منهم مبلغا من المال تعبيرا عن تقدير جلالته وإعجابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>