للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه بالنسبة لكل من يقرأه عظيم الفائدة، زاخرًا بالمعلومات.

ولعلى وأنا من المهتمين بتاريخ الحجاز عامة ومدنه خاصة، ومكة أهم مدنه بل أهم مدن العالم لعلي وأنا بهذه الصفة أكثر تقديرًا لما بذله السباعى من جهد، وما أنفقه من عمر في جمع مادة هذا التاريخ وتبويبها ثم إخراجها إلى الناس.

وهذا الكتاب فيما أعلم هو أول كتاب يؤرخ لمكة منذ عهد إسماعيل عليه السلام وحتى هذا العهد الذي نعيش فيه، وهو أول مؤرخ يكتب لنا هذا التاريخ بأسلوب العصر الذي نعيش فيه. أقول هذا وأنا أعرف مصادر الكتاب ومن أهمها كتاب "خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام" للسيد أحمد زيني دحلان وهو من الكتب المطبوعة والقريبة العهد نسبيًّا، وكتاب "إفادة الأنام بأخبار البلد الحرام" للشيخ عبد الله غازي وهو من الكتب الموسوعية المخطوطة وغيرهما.

إن التاريخ ينقل، ولو لم ننقل عمن سبقنا من المؤرخين لما استطعنا أن نكتب إلا ما شهدنا، ولكن التاريخ كما ينقل فإنه ينقد ويبحث ويغربل إذا صح هذا التعبير، فما أكثر الأكاذيب التي تصادفنا في كتب التاريخ وما أكثر الأغراض التي تملي هذه الأكاذيب والتي يدركها الناقد الخبير، وأستطيع أن أقول: إن كتاب السباعي من الكتب القليلة في تاريخ مكة التي حاول فيها المؤلف أن يلتزم جانب الحيدة، وأن يقدّم لنا الحوادث مع تعليقه عليها في أسلوب يجمع بين الإِيجاز والصدق.

وبعد هذا الإِطراء الذي يستحقه الكاتب والكتاب، لعل هناك من يسأل هل خلا كتاب "تاريخ مكة" من المؤاخذات؟ ونرد على السؤال بسؤال آخر هل هناك كتاب يخلو من المؤاخذات، إذا استثنينا

<<  <  ج: ص:  >  >>