للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتب المقدسة؟ أن السباعي نفسه يعتبر أن كتابه هذا ما هو إلا المقدمة الوجيزة لتاريخ مكة، مهَّد بهذه المقدمة لمن سيأتي بعده فيوفِّي هذه المباحث حقها فيقول السباعى:

ولا شك أن ما يكتبه الكاتب بعدى سيمتاز بجودة الخطوة التالية وحسبي أني مهدت له السبيل، وأيقظت فيه فكرة البحث (٥).

وإني لأتمنى أن يحقق الله للسباعي أمنيته هذه فتخرج لنا الأيام كتبًا كثيرة لا في تاريخ مكة وإنما في تاريخ الحجاز كله.

كنت أتمنى لو أن السباعى خرج في تأليفه من التخصيص إلى التعميم فألف لنا تاريخ الحجاز وهو كتاب لم يولد بعد، وقد كتب عن مكة، وهي عاصمة الحجاز بل عاصمة الإسلام، رارتبطت بها مدن الحجاز الأخرى: جدة، والمدينة، والطائف، وينبع، وغيرها من المدن، ولكن مكية السباعى أبت عليه إلا أن يفرد مكة بكتابه فكان "تاريخ مكة".

هذه أمنيةٌ وليس في الأماني ما يضير.

والثانية: أن الكتاب مختصر، وقد وصفه السباعي بأنه فهرست فليس هذا بجديد على المؤلف ولكني أستطيع أن أقول: إنه مختصر مفيد، ها نحن نعود إلى الإطراء ونحن نتساءل عن المؤاخذات: إني أعترف بأن إعجابي بتاريخ مكة قد حوَّل المؤاخذات في عينيَّ إلى حسنات فلا يلومنَّ لائم إلا نفسه، وهذا هو الميدان فليخرج لنا كتابا مثله ونحن نغدق عليه ما أغدقنا من المديح والثناء.


(٥) مقدمة تاريخ مكة: ص ٨ (الطبعة الرابعة).

<<  <  ج: ص:  >  >>