للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كان يرجو في الأمانة مغنمًا … فخلُّوا له أوضاعه وخراعه

وقولوا له هذاك ينبع حاضرا … لمن رام يبلوا ضُرَّه وانتفاعه

فكم كاتب أفنى اليراع كتابة … وَمَلَّ وألقى في التراب يراعه

ثم يقول:

وكم بدويٌّ داسه فوق بطنه … ومزَّق ما بين الأنام رقاعه

ومن جاءكم منا مع الليل شاردا … فذاك لهولٍ واقع قد أراعه

ومن يمتنع عن خدمة مثل هذه … فلا تنكروا إعراضه وامتناعه

فما يكسب الكيال إلا غباره … ولا الكاتب المسكين إلا صداعه (٢٣٣)

هذه القصيدة كما ذكرنا نظمها البيتى في عام ١١٤٣ هـ ومشروح في الديوان أمامها مايلي:

طالما هرب الأمين من ظلم الجمَّالة واختفى ورجع هاربًا إلى المدينة، وطالما حبس شيخ العرب عليه الحبوب من الكيل ليسجنه عنده، ولم يجد من ينصره إلا الدراهم وكل ذلك من ضعف حكام المدينة وعدم التعريف بمثل ذلك.

ونفهم من هذه النبذة أن البيتي كان يقوم بعمل - الأمين في ينبع - كما ينص على ذلك الأبيات المثبتة آنفا والتى يقول فيها:

ومن كان يرجو في الأمانة مغنمًا … فَخَلُّوا له أوضاعه وخراعه

وقولوا له هذاك ينبع حاضرا … لمن رام يبلو ضرَّه وامتناعه


(٢٣٣) ديوان البيتي: ص ٢٣، ٢٧، ٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>