للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونفهم كذلك أن الأمين كان مغلوبًا على أمره مع الأعراب، ومع شيخهم الذي كان لا يتورع عن حبس الأمين وحبس الحبوب، فلا يستطيع الأمين إطلاق نفسه إلا ببذل المال لهذا الشيخ.

ونفهم كذلك أن البيتي طالما ضاقت نفسه بما يلقى في وظيفة الأمانة هذه فترك ينبع هاربًا إلى المدينة ونفهم كذلك أن البيتي بقى في ينبع بضع سنين فهو قد أرسل رسالته إلى الخطيب أبى الخير في عام ١١٤٠ هـ، ونظم هذه القصيدة في عام ١١٤٣ هـ.

وللبيتي قصيدة ثالثة في ينبع بعث بها إلى الشيخ أبي طاهر بن الشيخ إبراهيم القوراني تلميذ الشيخ أحمد القشاشى، يقول البيتي:

فأرسل إليّ الشيخ يعاتبنى في استصحابي كتب الوقف المحبوسة على المدينة خاصة في عتب خلطه بالهزل، وتنسمت منه عين الرضا فكتبت إليه بهذه القصيدة وهي:

أشجى صدوحك في الرياض فرجعي … واروي لنا خبر اللوى والأجرع

وترنمي بحديث من سكن الغضا … وحديث أشجاني به وابكي معي

فعسى البكى يطفي لهيب جوانح … طويت على حالَيْ ضنا وتوجع

وإذا خلا ما في ضميرك من هوى … فخذي حديث صبابتي وتسمعي

ثم يقول:

لله بدر في الغلالة طالع … أبدا إليه يا حمام تطلعي

فتان، ليليَّ الذوائب، قرطه … كالنجم يخفق فوق جيد أتلع

كم قد شرحت له الصبابة والجوى … بلسان سقمي في رسائل أدمعي

ويتخلص البيتي من الغزل فيصل إلى مدح الشيخ أبي طاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>