فيسبغ عليه من الأوصاف ما تميز به هذا العصر من مبالغات في الثناء فيصفه بأنه:
علم الهدى، إنسان عين زمانه … الكامل الحبر التقي المتورع
محيي علوم الدين حافظ سره … المكنون، جابر شُعبه المتصفع
جمع الحديث مع القديم دراية … في قلب يقظان ذكي لوذعي
ثم يصل إلى الاعتذار عن اصطحابه لكتب الوقف إلى ينبع فيقول:
ونما إليَّ اليوم أنك واجد … عتبا عليَّ لأجل أخذ المجمع
فأردت أوضح وجه عذري والذي … لذي ألجا إلى ذاك الفظيع الأشنع
وأجل عذرٍ لي هنالك أنني … أصحبته ثقة بفضلك لي معي
خِلَّا أنيسًا للغريب لعله … ينجو به من هول وحشة ينبع
في بلدة كابدت أنواع العنا … والبؤس فيها في شهور أربع
ثم يقول في وصف حشرات ينبع:
لحم على وضم البعوض مشرع … أُمسي وأصبح فوق ذلك مضجعي
وعذاب برغوث وقمل واقع … مع ذاك يفتك بي كفتك المبضع
ويستمر البيتي في وصف ينبع وحشراتها كما عهدنا من قبل ثم يصف حالة الأمن مع الأعراب فيقول:
وهناك أعراب أشد نكاية … للقلب منها في عنا متنوع
يردون قلعة ينبع ورد القطا … بين القواضب والرماح الشُّرَّعِ
فهناك كم من صيحة لهموا بها … تدع الشواخ كالطلول الخُشَّع
ولكم سيوف مصلتات جهرة … فيهاوم قلب بهنَّ مصدع