بين الرجا واليأس لم يك بينه .. والموت إلا قدر عرض الإصبع
ثم يقول:
كيف السبيل إلى الخلاص فقد وهي … جَلَدي وما أجدى علي تشجعي
لابد من فرج قريب ها أنا … أدعو له المولي القريب إذا دعى
فإليكما أخبار بدو من فتى … طاف البداوة فوق ظهر الأصمعى
ما غادرت بيتا تنظم دره … إلا بمعنى من مديحك مترع (٢٣٤)
بعد هذا الوصف السهب لما ورد في ديوان البيتى عن ينبع يحسن بنا أن نتعرف على أحوال ينبع في كتب المؤرخين، لنرى إن كان في هذه الأحوال ما يوجب هذا الهجاء المقذع، ويستدعي هذه الأوصاف المنكرة التي أوردها البيتي في شعره ونثره، ولا أكتم القارئ أن ما ورد في ديوان البيتي عن ينبع قد دفعنى دفعا إلى تتبع أخبار بلاد ينبع بقسميها ينبع النخل، وينبع البحر، حتى تجمَّع لديّ كتيب صغير في تاريخ بلاد ينبع لو أننى أدرجته في هذه الترجمة لطال بها مجال القول، ولهذا فإني أجتزئ بذكر ما يتعلق بأحداث ينبع في عصر البيتي وهو القرن الثاني عشر الهجري، هذه الأحداث التي وصفها لنا البيتي شعرا ونثرا ونمهد لذلك بموجز تاريخي عن بلاد ينبع.
يقول الأستاذ حمد الجاسر في كتابه القيم "بلاد ينبع":
ينبع هذه التي يدل اسمها بصفة المضارع على وجود ينابيع للماء