للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها هي في الواقع ينبعان، ينبع النخل وهذه هي التي تفيض فيها الينابيع وعيون الماء، وينبع البحر وهي الميناء على شاطئ البحر الأحمر.

أما ينبع النخل فهي واحة مياهها كثيرة وهي مقرُّ عرب جهينة يتبعها نحو عشرين قرية آهلة بالسكان (٢٣٥)، ذكروا أن فيها تسعة وتسعين عينا، وتقول بعض الروايات: أن بها مائة وسبعين عينا (٢٣٦). وقد عُرِفَتْ ينبع النخل منذ صدر الإسلام فقد غزا النبي صلوات الله وسلامه عليه العشيرة، وهو موضع بينبع ولم يَلْقَ كيدًا، ولرسول الله صلوات الله وسلامه عليه مسجد بالعشيرة كان معروفًا إلى عهد قريب، وقد أقطع الرسول الكريم عليًّا - ضى الله عنه - بذي العشيرة وكان موضع هذا الإقطاع قرب عين البركة، بل كانت عين البركة من بقية عيون هذا الإقطاع، واشتهرت العشيرة بجودة التمر بحيث يفضل تمرها على سائر تمور الحجاز إلا الصيحاني بخيبر، والعجوة بالمدينة (٢٣٧). ولينبع شهرة كبيرة في كتب التاريخ في حوادث صدر الإسلام لوقوعه على طريق القوافل التجارية بين الحجاز واليمن، وكانت ينبع وما حولها ميدانا لمناوشات محميرة بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وبين قريش وبعض القبائل التي كانت تسكن تلك النواحى، ومن تلك الغزوات، غزوة العشيرة، وغزوة بوط، وسرية العيص (٢٣٨).


(٢٣٥) "بلاد ينبع" لحمد الجاسر: ص ١١٦.
(٢٣٦) نفس المصدر: ص ٢٤.
(٢٣٧) نفس المصدر: ص ١٠.
(٢٣٨) نفس المصدر: ص ١٧، ١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>