للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقامه وباسطه وروَّح عنه حتى يتلقى عنه، وهذا الإِلحاح في الطلب، والجدُّ فيه يدل على أن نفس الشاب حسن المشاط وقد أشربت حب العلم، فاندفع بكليته يسلك السبيل الذي يوصله لتحقيق الغاية التي يسعى إليها، والتي وضعها نصب عينيه.

وقد تلقى العلم على الشيخ عبد الرحمن دهان والشيخ عيسى رواس من علماء مكة المكرمة، وكما اتصلت أسبابه بأسباب الشيخين حمدان الونيسى ومحمد عبد الله زيدان فقد اتصلت أسبابه كذلك بالسيد محمد عبد الحى الكتابي، وهو من كبر علماء الحديث في زمانه، وكذلك بالشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي والشيخ عمر حمدان المحروسى والشيخ محمد الخضر بن مايابي الجكنى وتلقَّى عليهم وأخذ إجازاتهم، حتى استوى مدرِّسا له حلقة بالمسجد الحرام (٣١٨) وكان يحرص على التدريس في هذه الحلقة أكثر من حرصه على أي شئ آخر، لا تشغله عن ذلك المشاغل الخاصة أو العامة، وكان لا ينقطع عن التدريس في المسجد الحرام في أيام المواسم التي يشتد فيها الزحام ولم يكن يتقاضى على التدريس في المسجد الحرام أيَّ راتب أو مكافأة مصرًّا على أن يكون عمله هذا حسبة لوجه الله تعالى.

وهذا الذي نقلناه عن مذكرات الشيخ حسن المشاط مما كتبه صديقنا العالم المحقق الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان يذكرني بقصة أخبرني بها الشيخ محمد المشاط والد الشيخ حسن المشاط قال لي:


(٣١٨) كتاب "الجواهر الثمينة" وانظر: الترجمة الوافية لمحقق الكتاب الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان: ص ٢٦، ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>