للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مباحث الاعتقاد]

وفي السِّفْرِ الأوَّل من "سراج المريدين" بَسَطَ الإمامُ أبو بكر القولَ في المسائل المتعلقة بالسمعيات، وأفرد "المقام الثالث" منه لهذه المسائل، وبيَّن عويصها، وتخلَّص من إشكالاتها، فتناول في بحثه: الروح والنفس، والقبض، وسكرات الموت، وأحوال الميت في قبره، وعذاب القبر، والبعث والنشور، والعَرض، والشفاعة.

وتناول في "المقام الرابع" أحوال الجنة والنار، وصفتهما، وما صحَّ من الأحاديث فيهما، مع استطرادات تتعلَّق بهذا "المقام".

فكان قِسْمٌ من السِّفْرِ الأوَّل محتويًا على هذه المباحث العقدية، وهذه المسائل الأصولية، فيفيد المشتغل بتراث ابن العربي العَقَدِي، ويُعِينُ على تَلَمُّسِ منهجه؛ بالإضافة إلى ما دوَّنه في كتبه الأخرى.

المبحث الأوَّل: حقيقة الإيمان

ومن المباحث التي أخذت حَيِّزًا كبيرًا مبحث حقيقة الإيمان (١)، فقد أطال فيه النفَس، وحلَّ فيه عقدة الحبَس، وخالف في تقريره أكابر الأشعريين، وبيَّن مذهب أبي الحسن شيخ السُّنَّةِ، واستدلَّ لمذهبه، وأبدأ فيه وأعاد.

[المبحث الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه]

قال القاضي أبو بكر مُفَسِّرًا لمذهبه، وناقدًا لمن خالفه من المتكلمين: "ومن يَعْجَبْ فَعَجَبٌ ممَّن يتأوَّل هذه الآيات والأخبارَ والحقيقةُ تعضدها،


(١) سراج المريدين: (٢/ ١٦ - ٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>