للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدوًّا من أعدائنا؛ يرانا هو وقَبِيلُه من حيث لا نراه، اللهم أَيْئِسْهُ (١) منَّا كما أيأسته (٢) من عفوك، وقَنِّطْهُ منَّا كما قنَّطته من رحمتك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين جنتك، إنك على كل شيء قدير، فقال له الشيطان: بالله لا تخبر بها أحدا أبدًا، فقال: والله لا منعتها من أحد أبدًا (٣) ".

فانظروا إلى حُسْنِ هذا السياق في جَمْع القلوب على السماع والإصغاء، حتى يقع القَوْلُ موقعَه؛ فيكون أوعى له وأثبت لتحصيله.

[[من نوادر الوعاظ]]

ومن نوادرهم: ما سمعتُ بعضهم؛ وقرأ القارئ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ [الفتح: ٢٩]، إلى خاتمة الفتح، فقام وأنشد:

حُبُّ صَحْبِ النبي خالط لحمي … وجرى في مفاصلي فاعذروني

أنا والله مُغْرَمٌ بهواهم (٤) … عَلِّلُوني بذكْرِهم عَلِّلُوني (٥)

ثم أخذ في ذِكْرِ الصحابة، وكان مجلسًا عظيمًا، فيه علوم جَمَّةٌ، من جملتها (٦): "أن قوله: ﴿مَعَهُ﴾: أبو بكر، ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾: عُمَرُ، ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾: عثمانُ، ﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾: عَلِيٌّ" (٧).


(١) في (ص): آيسه.
(٢) في (ص): آيسته.
(٣) قوله: "فقال: والله لا منعتها من أحد أبدًا" سقط من (س).
(٤) في (د): في هواهم، وفي (ص): من هواهم.
(٥) من الخفيف، ونسبهما موفق الدين ابن الشيخ الشارعي في مرشد الزوار إلى قبور الأبرار: (١/ ٣٠١) إلى الشيخ أبي الفضل الجوهري الواعظ.
(٦) في (د) و (ص): جملتها.
(٧) لطائف الإشارات: (٣/ ٤٣٣).