للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوَّل: حالة القبض

وقد تكلَّم الناسُ في كيفيته، وأوردوا فيه روايات لم يصحَّ منها حرفٌ.

وقد قالوا: "إنه ينتقل من غفلة إلى ذِكْرَى - وصدقوا -، ومن (١) نوم إلى يقظة"، وقد تَجَوَّزُوا في هذا القول وتجاوزُوا، وقد بيَّنَّا الحق فيه في كتاب "العواصم" (٢).

ولو كانت الحياةُ الدنيا هي الأمد الأقصى والمرتبة العُليا التي إليها المنتهى (٣) لكان الخَلْقُ عَبَثًا، والعالم باطلًا، وتعالى الله عن ذلك، وكلُّ ما أوردوه في كيفية قبض الأنفس والأرواح يدور على أنهما جسمان أو عَرَضَانِ؛ معلومان أو مجهولان، مُتَّحِدَانِ أو مُتَعَدِّدَانِ، ورأى كثيرٌ من الناس أن ظواهر الأخبار تدلُّ على حقيقة الجِسْمِيَّةِ فيها، إلَّا أن الذي (٤) صحَّ منها قليل (٥).


(١) في (س): من.
(٢) العواصم: (ص ٢٣٦).
(٣) في (ص): النُّهْيَا، وفي (د): النهي.
(٤) سقط من (س).
(٥) المتوسط في الاعتقاد - بتحقيقنا -: (ص ٣٨١)، والمسالك: (٣/ ٦٠٠)، وقانون التأويل: (ص ١٧٥).