للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصَّابِرُ (١): وهو الاسمُ السَّادس والثلاثون

وهو وَصْفٌ كريم، وحَظٌّ لمن وُهِبَ له عظيم، وقد كَثُرَ ذِكْرُه في الشريعة قرآنًا وسنة، وجُعِلَ أَجْرُه موازيًا لأجر جميع العمل، فإن الله قال: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [غافر: ٤٠].

وقال في الصبر: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]).

يريد: غير معدود، وإنما هو جُزَافٌ، وبه يتمُّ للعبد بلوغُ الأمل في الدنيا، وهلاك العدو.

قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾ [الأعراف: ١٣٧].

وأخبر أن الله مع الصَّابرين، وماذا يرغبُ من كان الله معه في شيء بعده؟!

وأحاديثُ الصبر قليلة، أَمَا إنَّ الناس قد أكثروا منها؛ في الصحيح - واللفظ للموطأ -: "من يستعفف يُعِفه الله، ومن يستغن يُغنه الله، ومن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً (٢) هو خَيْرٌ وأَوْسَعُ من الصبر" (٣).


(١) سقط من (د) و (ك) و (ص).
(٢) سقطت من (ك).
(٣) أخرجه الإمام مالك في الموطأ عن أبي سعيد الخدري : كتاب الجامع، ما جاء في التعفف في المسألة، (٢/ ٣٥٧)، رقم: (٢٨٠٤ - المجلس العلمي الأعلى).