وعبد الرزَّاق بن فُضَيل توفي عام ٤٦٣ هـ (١)، قبل ولادة ابن العربي، فكيف يروي عنه وهو مات قبل ولادته؟ فلِمَ لَمْ يتنبَّه الغماري إلى هذه المسألة؟ ولعله لو فطن لها لاتهم الإمام الحافظ ابن العربي بالكذب، وظلَّ يرددها مرارًا، وكيف أنه يروي عن أناس ماتوا قبل أن يُولَد، فالحمد لله الذي أظفرنا بما يبرئ جانب الإمام الكبير حافظ الإسلام سيدي أبي بكر رضوان الله عليه.
وإنما يروي الإمام ابنُ العربي هنا عن وَلَدِ عبد الرزَّاق الراوية؛ عبد الله بن عبد الرزاق بن فُضَيل الدمشقي، وقد ورد الإسناد مُجَوَّدًا في موضع آخر من "السراج"، ولعجلة الغماري وتسرعه لم يُنْعِمِ النظر في ذلك، ولم يُفِدْ منه الإفادة المرجوَّة في نقله عنه.
[تتميم]
هذا الذي ظهر لي فيما ساقه الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الدرقاوي فيما ظنَّه نقدًا، وقد نظرتُ في تلك الزيوف نُصْرَةً لعِرْضِ الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي ﵁، ونُصْرَةً للحق الذي ينبغي أن يُنتصَر له، وبيانًا لما تضمَّنته تلك الأنقاد من الكَذِبِ والتهويل، والافتراء والأغاليط، وغيرها من السباب والمطاعن والمعايب التي يتنزَّه عنها العقلاء، فكيف بمن ينسبُ نفسه إلى العلم؟
وكان اقتصارُنا في كل ذلك على ما له صلة بكتاب "سراج المريدين"، وأمَّا كلامه في ابن العربي بإطلاق وما اقترفه في حقه من