للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"الإلماع" (١)، وابن بشكوال في "فوائده" (٢) - صحيح، وهو الذي عليه المعوَّل، ويكفي أن يكون في الإسناد نوح الجامع حتى يكون الخبر مدعاةً للنفور منه والإنكار له، غير أن ما ذكره عن ابن العربي لا يُسَلَّمُ له، فلم يكن ابن العربي مُدَّعِيًّا، كبرت كلمة تخرج من فيه.

ولو سلك الغماري ما قاله هنا في كُتُبِه التي ملأها بأحاديث الكذَّابين لكان ماشيًا على الطريق المستقيم، وقد رأيناه صَحَّحَ كثيرًا من الأحاديث التي حكم عليها النقَّاد بالوضع، منها حديث: "من كَثُرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار"، وقد جعله من الصحيح الذي لا غبار عليه (٣).

[استدراك]

غير أنه فات الغماري الوقوف على طريق أخرى ليس فيها نوح الجامع، وكان حريًّا به أن يقف عليها قبل أن يطلق حكمه، وقد ذكر هذه الطريق بإسناده الحافظ المِزِّي في "تهذيب الكمال" (٤).

[تنبيه على تصحيف]

وقد وقع للغماري تصحيف في أحد الأسماء التي ساقها، وهو قوله: القلعي، صوابه: البلعمي، وكذلك هي في الكتب التي خرَّجت الحديث، وقبيحٌ بمن ينسب نفسه إلى الحديث أن يصحف في الأسماء، قبيح جدًّا أن يُصَحِّفَ، أليس كذلك؟


(١) الإلماع: (ص ٢٩ - ٣٤).
(٢) الفوائد المنتخبة: (١/ ٤٠٣ - ٤٠٦).
(٣) المداوي: (٦/ ٤٠٣).
(٤) تهذيب الكمال: (٢٤/ ٥٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>