للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: أن يُعطي لمن لم يُصَرِّحْ بسؤاله، كما قال الشاعر في الكافر:

أَأَذْكُرُ حاجتي أم قد كفاني … حيائي منك إنَّ شيمتك الحياءُ (١)

إذا أثنى عليك المرءُ يومًّا … كفاه من تعرضه الثناءُ (٢)

ومنها: أن الكريم هو الذي إذا قَدَرَ عفا.

ومنها: أن الكريم هو الذي إذا وَعَدَ وفى.

ومنها: أنه الذي لا يُضَيِّعُّ من قَصَدَه.

ومنها: أنه الذي لا ينتقم.

ومنها: أنه الذي لا يُعَاتِبُ على الذنب بل يَغْفِرُه غَفْرًا.

وهذه المعاني تكثر، ولو تَتبَّعَ المَرْءُ خصال الجُودِ لجاءت منها بِحَارٌ من القول.

[تكريمُ بني آدم (٣)]:

ويا أيها المريد، ولم لا تكون كريمًا؟ وقد كرَّمك الله سبحانه جِنْسًا؛ بأن خَلَقَكَ آدَمِيًّا، حَيًّا، عالمًا، قادرًا، متَكَلِّمًا، سَمِيعًا، بَصِيرًا، مُرِيدًا (٤)، وأكرمك بأن سَخَّرَ لك البَرَّ والبحر، وسَخَّرَ لك المَحَالَّ التي تتصرَّف عليها فيه؛ من الفُلْكِ والأنعام.


(١) في (ص): حيائي إن شيمتك الحياء، وفي (ك) و (ب): حياؤك إن شيمتك الحياء.
(٢) من الوافر، وهما من قصيدة لأُمَيَّة بن الصلت يمدح عبد الله بن جُدعان، وهي في ديوانه: (ص ١٧ - ١٨).
(٣) ينظر: الأمد الأقصى - بتحقيقنا -: (١/ ٤٦٣ - ٤٦٤)، وبعضه في الكشف والبيان: (٦/ ١١٤ - ١١٥).
(٤) في (ك) و (ص): مُدَبِّرًا.