للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُطِيعُ (١): وهو الاسمُ الثالث عشر ومائة (٢)

وهو اسمٌ عظيمٌ، انفرد به أهلُ السُّنَّةِ، ليس للمبتدعة -وخصوصًا القدرية- فيه حَظٌّ، وقد أحكمنا فيه الكلام -بفضل الله- في "المتوسط" (٣) و"التمحيص"، فلينظر فيها (٤) إن شاء الله.

وحقيقةُ الطاعة عندنا: هو الفعل الواقع على مقتضى الأمر والنهي.

وحقيقةُ الطاعة عندهم: وقوع الأمر على مقتضى المراد.

بناءً على أصلهم الفاسد وعَقْدِهم الحائد في أن الله لا يريد المعاصي ولا يُقَدِّرُها، وقد بيَّنَّا فساد ذلك في موضعه، فتعالى أن يكون في مُلْكِه ما لا يريد، ولو أن شيخ قرية يكون فيها ما لا يريد لنُسِبَ إلى العجز (٥) والوهن، فكيف (٦) يكون في مُلْكِ رَبِّ العالمين ما لا يريد؟

والطاعة عندنا أعمُّ من القُرْبَةِ؛ فإن النظر الأول يقع طاعة، ولا يصح أن يقع قربة للجهل بالمتقرَّب إليه، حسب ما بيَّنَّاه من قول العلماء، وأوضحناه في حقيقته في "كتب الأصول".


(١) سقط من (ك) و (ص) و (د).
(٢) في (ك): الثاني عشر والمائة، وفي (ص): الرابع ومائة، وفي (ب): الثالث والمائة.
(٣) المتوسط في الاعتقاد -بتحقيقنا-: (ص ٤٤٨ - ٤٤٩).
(٤) في (ك) و (ص) و (ب): فيه.
(٥) في (ك) و (ص) و (ب): للعجز.
(٦) في (ك): وكيف.