للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خِصِّيصَةٌ:

وقد يُغْنِي الله المولودَ والمكفول عمَّن ولده وكفله، كما أخبرنا سبحانه عن مريم بقوله: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٧)[آل عمران: ٣٧] فبيَّن فيها ثماني فوائد:

الفائدة الأولى: فَضْلُ مريم ومنزلتها؛ فيما (١) أَخْبَرَ به عن حالها وإقامتها لعبادة ربها.

الثانية: حال الكرامة بتَوَلِّي الرزق من السماء دون سَعْيٍ.

الثالثة: أن من تفرَّغ للعبادة كُفِيَ المؤونة.

الرابعة: إظهارُ الكرامة على أيدي الأولياء.

الخامسة: دوامُها؛ رآها مرَّة ثم تكرَّر ذلك، حتى سأل كما سأل، فأجابت كما أجابت، ورآه أمرا مُتَمَادِيًا يَجْرِي على غير يديه، فأعلمته أنه من خزائن الأرزاق، يأتي افتتاحًا من جهة الرزَّاق.

والسَّادسة: أن زكرياء كان يُكَرِّرُ السؤال مع سماع الجواب لحكمة ذَكَرَها العلماء، وهو أنه رآه أمرًا متماديًا كرامة من الله، لكنه جوَّز قَطْعَها، إذ لا يجب على الله شيء، ويجوز اختلاف الحالة على المُنْعَمِ عليه، لما رأى من تماديها على شيء يَجْرِي على بابه كرامةً من الله (٢).


(١) في (ص): بما.
(٢) قوله: "لما رأى من تماديها على شيء يَجْرِي على بابه كرامةً من الله" سقط من (ص) و (د).