للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واسْتَسْمِنُوه وعُوجُوا عن غَثَاثَتِه … كلُّ ذلك من تَلْبِيسِ شَيْطَانِ (١)

[الاعتداءُ في الدعاء]:

وقد انتدَبَ قَوْمٌ تَجَرَّدُوا للخير بزعمهم، لم يكن لهم عِلْمٌ بالحديث، فذَكَرُوا (٢) كل (٣) مُتَرَدِّيَةٍ ونَطيحَةٍ في الذِّكْرِ والأدعية وغير ذلك، كابن نَجَاح (٤) والسَّمَرْقَنْدِي (٥)، ولا عجب إلَّا من إمامنا وشَيْخ العَصْرِ نَصْرِ بن إِبْرَاهِيمَ المَقْدِسِيِّ؛ فإنه جَمَعَ كتابًا في الزُّهْدِ (٦)، فجعل يُرَتِّبُ صلاة الأيام والأدعية، وهي كلها موضوعةٌ لا أَصْلَ لها، مناكيرُ لا يُعْرَفُ راويها (٧).


(١) من البسيط، ولعله من شعر ابن العربي .
(٢) في (س) و (ف): ذكروا.
(٣) في (د): لكل.
(٤) الفقيه العلَّامة، الواعظ الزاهد، يحيى بن نجاح القرطبي، أبو الحُسَين بن الفلَّاس، نزل مصر وبها توفي، وكانت وفاته عام ٤٢٢ هـ، وكتابه الذي يشير إليه ابن العربي هو كتاب "سُبُل الخيرات"؛ في المواعظ والزهد والرقائق، انتشر بأيدي الناس في زمانه، وسُمع منه بمكة المعظَّمة، ينظر: الصلة: (٢/ ٣١١)، وفهرس ابن خير: (ص ٣٦٠).
(٥) الإمام الفقيه، العلَّامة الزاهد، نصر بن محمد بن إبراهيم الحنفي، أبو الليث السمرقندي، توفي عام ٣٧٥ هـ، له من الكتب في الرقائق والزهد: "تنبيه الغافلين"، وهو منشور، ترجمته في: سير النبلاء: (١٦/ ٣٢٢ - ٣٢٣)، والجواهر المضية (٣/ ٥٤٤ - ٥٤٥)
(٦) يقصد به كتابه "المصباح والداعي إلى الفلاح"، سمعه ابنُ العربي منه عام ٤٨٩ هـ، قُبَيل وفاته بيسير، ينظر: العارضة: (٣/ ٣٠٨)، وفهرس ابن خير: (ص ٢٠٣).
(٧) في (ص) و (د): لا تعرف رواتها.