للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له (١): أنت في حِلٍّ من الكراء، حُلَّ رَحْلِي، وأَخَذَهُ وعاد إلى حالته الأولى من الطلب والقراءة (٢).

[[حكاية]]

ولقد كان بعضُ (٣) المغاربة يمشي ببغداد في شارع من شوارع الكَرْخ بالجانب الغربي، إذا سَقَّاءٌ يحمل كأس بِلَّوْرٍ واسعًا مُخَرَّمًا في غاية الجمال، وقد ملأه ماءً (٤)، وجعل في أعلاه وردة في أَنْفِ (٥) زمان الورد، وهو يمشي فيضطرب الماء وتتموَّج الورده باضطرابه، فتتلألأ حمرةُ الورد فتَشِفُّ من بياض البِلَّوْرِ فيسطع لها نُورٌ، فآنقني وأعجبني ما رأيت من ظرفه وحُسْنِ آلته، ووقفتُ لذلك، فقال (٦) لي: ما نظرك يا مغربي؟ فقلت: أنظر (٧) إلى حسن هذه الوردة في بهاء هذا الإناء، فقال لي (٨): لا تعجب من ذلك، واعجب من قولي فيها حيث أقول:

للورد عندي محل … فإنه لا يُمَلُّ

كل النَّوَاوِيرِ جُنْدٌ … وهو الأمير الأجلُّ (٩)


(١) سقط من (ك).
(٢) ذكرها ابن العربي أيضًا في أحكام القرآن: (٢/ ٦٤٧).
(٣) كأنَّ الإمام ابن العربي يقصد نفسه.
(٤) سقط من (ك).
(٥) أنف الورد: أوَّل ظهوره واشتداده، تاج العروس: (٢٣/ ٤٠).
(٦) في (ك): وقلت.
(٧) في (ك) و (ب): أَنْهُ.
(٨) في (ك): له.
(٩) البيتان من المجتث، وهما لابن سكرة، في ربيع الأبرار للزمخشري: (١/ ٢٢٠)، واليتيمة: (٣/ ٢٢).