للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومات وهو عنِّي رَاضٍ (١)، وكنتُ أسمع لَغْوَ أهل السوق، وما دخل قطُّ في أذني (٢) شيء فخرج منه" (٣).

وكان يسترسل بحكايات عَامِّيَّةٍ، فيقول: "وما تسمعون من هذا فمن حِفْظِ أيَّام خِدْمَتِي للطبَّاخ"، ولا يرى أن ذلك يَضَعُ من قَدْرِه، بل كان يتواضع ويُفيد من العلم كيف جاءه، فَضْلُ الله وجريانُ نِعَمِه سبحانه على عباده، وترتيبُ عنايته بهم، ورَفع المنازل المُسْتَفِلَة، وخَلْقُ العِلْم في قلب من شاء، وصَرْفُ الهمم إذا أدركتها عناية إلى الشريعة، وإخراج العالم من الجاهل، والجاهل من العالم، وهو أحد الأقوال في قوله: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾ [الروم: ١٩]، ولو لم يكن في التواضع وضِدِّه من التكبُّرِ (٤) إلَّا ما تقدَّم في وصف أهل الجنة: "كلُّ ضعيف مُتَضَعَّفٍ" (٥)، وفي أهل النار: "كُلُّ جبَّار عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مستكبر" (٦).

[من خصال المُتَكَبِّرِينَ]:

ومن الكِبْرِ طُولُ الإزار؛ قال النبي : "من جَرَّ إزاره خُيَلَاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة" (٧).


(١) في (د) و (ص): عني وهو راض.
(٢) في (ك) و (ص) و (ب): في أذني قط.
(٣) هذا النص من فوائد ابن العربي التي لم أجدها في ديوان آخر، والله أعلم.
(٤) في (ب): الكبر.
(٥) تقدَّم تخريجه في السفر الأوَّل.
(٦) تقدَّم تخريجه في السفر الأوَّل.
(٧) تقدَّم تخريجه في السفر الأوَّل.