للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إفادةُ أبي محمد بن عطيَّة تـ ٥٤٢ هـ

وكان الإمام أبو محمد من معارف القاضي أبي بكر ومن أَوِدَّائِه، وكتَبَ له رسالة يوصيه فيها بالفقيه العلَّامة أبي القاسم بن حُبَيش (١)، ولهذه الصلة التي بينهما لا يبعد أن يكون مُطَلِّعًا على تواليف القاضي، أو يكون القاضي قد سيَّر له نُخَبَها ومختارها، ولم أنشط لقراءة "المحرر الوجيز" لأقف على ما جرَّده من مصنفات القاضي وكُتُبِه، وإنما ظفرت بموضع واحد منه، وليس بمستنكر أن ينقل المعاصر عمَّن عاصره، وقد ذكرنا في تقدمتنا لكتاب "المتوسط في الاعتقاد" (٢) إفادةَ ابن خَلَفٍ الإلبيري - على جلالته وارتفاعه في العلم - من ابن العربي وذِكْرَه له بالاسم والصِّفَة، والمنزلة المُعَرِّفَة، وهو أكبر منه سِنًّا، ومع ذلك أفاد منه، فليس بمستغرب - إذًا - أن يفيد ابنُ عَطِيَّةَ من القاضي، خصوصًا مع تلك المودَّة التي كانت بينهما.

وموضعُ الإفادة هو ما ذَكَرَهُ ابن عطية في تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾ [الإسراء: ٦٥]، قال : "السلطان: الملكية والتغلب، وتفسيرُه هنا بالحُجَّةِ قَلِقٌ" (٣).


(١) ملء العيبة: (٢/ ٢٥٩).
(٢) مقدمة المتوسط في الاعتقال: (ص ٧٢).
(٣) المحرر الوجيز: (٥/ ٥١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>