للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت للقلب إذ تراءى لعيني … رَسْمُ دار لَهُمْ فهَاجَ اشتياقي (١)

هذه دارهم وأنت مُحِبٌّ … ما احتباسُ الدموع في الآمَاقِ (٢)

والمغاني للصَّبِّ فيها معانٍ … هي تُدْعَى مصارع العُشاقِ

حُلَّ عِقْدَ الدموع واحْلُلْ رُبَاهَا … واهْجُرِ الصبر واقْضِ حَقَّ الفِرَاقِ

[مناجاةُ ابن العربي لرسول الله]:

ولقد وصلتُ إليها والحمد لله، وأشرفتُ من الثَّنِيَّةِ، ورأيتُ النور ساطعًا إلى السماء بفضل الله تعالى، وصلَّيتُ في الروضة، وناجيتُ الرسول وَحْدِي لَيْلًا من جهة رأسه، وتسمَّيتُ له، وتشفَّعتُ به، فنسأل الله الذي يختص برحمته من يشاء، ويمنُّ على من يشاء من عباده؛ أن لا يجعل ذلك عناءً، ولا يُصَيِّرَه هباءً، بفضله ورحمته.

قال الإمام الحافظ (٣) : ولمَّا كان الذِّكْرُ من الأسماء المتقدمة مع أصحابه، وكان على وجهين؛ منه ما يكون في الخلوة، كما جاء في الحديث (٤): "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فذكر: ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه"، وقد يَذْكُرُ (٥) مع غيره، كما جاء عنه أنه قال (٦): "من ذَكَرَني في نفسه ذَكَرْتُه في نفسي، ومن ذَكَرَني في مَلأٍ ذَكَرْتُه في


(١) سقط هذا البيت من (د) و (س).
(٢) في (د) - أيضًا -: ما بقاء هذه الأبيات في الآماق.
(٣) في (ص): قال الإمام أبو بكر العربي.
(٤) تقدَّم تخريجه.
(٥) في (س) و (ف): نذكره، ومرَّضها في (د).
(٦) تقدَّم تخريجه.