للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المفاضلةُ بين العمل والفِكْرِ (١)]:

وقد اختلف في أي الحالين أفضل؛ العمل أم الفكر؟

فذهب قَوْمٌ من السلف إلى أن الفكر أفضل، منهم: أبو الدرداء، وسعيد بن المسيب، والحسن، وقد تقدَّم.

وقال الحصن: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة" (٢).

وقال مالك بن أنس كما بيَّنَّا: "الفكر عمل من الأعمال، وهو اليقين" (٣).

وقد تقدَّم فِعْلُ ابن عمر.

وصَغْوُ الصوفية إلى أن الفكر أفضل من كل عمل.

وذهب (٤) أكثر الفقهاء إلى أن العبادة أفضل.

وبه أقول.

والدليلُ عليه حالُ النبي في كثرة صلاته بالليل، وما كان يَقِفُ على آية ليلةً، إنَّما رُوي عنه أنه كان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مرَّ بآية عذاب استعاذ (٥)، فلا يعدل بعمله شيء.


(١) ينظر: أحكام القرآن: (٢/ ٨١٨).
(٢) الإحياء: (ص ١٧٩٩)، وإنما يُعْرَفُ هذا عن أبي الدرداء ، وهو في الحلية عنه: (١/ ٢٠٩).
(٣) البيان والتحصيل: (١٧/ ٥٨٠).
(٤) سقط من (س) و (ص).
(٥) سبق تخريجه.